کد مطلب:99550 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:136

حکمت 048











[صفحه 181]

الشرح: قد قال الناس فی الجد فاكثروا، و الی الان لم یتحقق معناه، و من كلام بعضهم: اذا اقبل البخت باضت الدجاجه علی الوتد، و اذا ادبر البخت اسعر الهاون فی الشمس. و من كلام الحكماء: ان السعاده لتلحظ الحجر فیدعی ربا. و قال ابوحیان: نوادر ابن الجصاص الداله علی تغفله و بلهه كثیره جدا، قد صنف فیها الكتب. من جملتها انه سمع انسانا ینشد نسیبا فیه ذكر هند، فانكر ذلك، و قال: لاتذكروا حماه النبی (ص) الا بخیر، و اشیاء عجیبه اظرف من هذا. و كانت سعادته تضرب بها الامثال، و كثره امواله التی لم یجتمع لقارون مثلها. قال ابوحیان: فكان الناس یعجبون من ذلك، حتی ان جماعه من شیوخ بغداد كانوا یقولون: ان ابن الجصاص اعقل الناس، و احزم الناس، و انه هو الذی الحم الحال بین المعتضد و بین خمارویه بن احمد بن طولون، و سفر بینهما سفاره عجیبه، و بلغ من الجهتین احسن مبلغ، و خطب قطر الندی بنت خمارویه للمعتضد، و جهزها من مصر علی اجمل وجه و اعلی ترتیب، و لكنه كان یقصد ان یتغافل و یتجاهل و یظهر البله و النقص، یستبقی بذلك ماله، و یحرس به نعمته، و یدفع عنه عین الكمال، و حسد الاعداء. قال ابوحیان: قلت لابی غسان البصری: اظن ما قاله هولاء صح

یحا، فان المعتضد مع حزمه و عقله و كماله و اصابه رایه ما اختاره للسفاره و الصلح الا و المرجو منه فیما یاتیه و یستقبله من ایامه نظیر ما قد شوهد منه فیما مضی من زمانه، و هل كان یجوز ان یصلح امر قد تفاقم فساده و تعاظم و اشتد برساله احمق، و سفاره اخرق! فقال ابوغسان: ان الجد ینسخ حال الاخرق، و یستر عیب الاحمق، و یذب عن عرض المتلطخ، و یقرب الصواب بمنطقه، و الصحه برایه، و النجاح بسعیه، و الجد یستخدم العقلاء لصاحبه، و یستعمل آرائهم و افكارهم فی مطالبه، و ابن الجصاص علی ما قیل و روی و حدث و حكی، و لكن جده كفاه غائله الحمق، و حماه عواقب الخرق، و لو عرفت خبط العاقل و تعسفه و سوء تاتیه و انقطاعه اذا فارقه الجد، لعلمت ان الجاهل قد یصیب بجهله ما لایصیب العالم بعلمه مع حرمانه. قال ابوحیان: فقلت له: فما الجد؟ و ما هذا المعنی الذی علقت علیه هذه الاحكام كلها؟ فقال: لیس لی عنه عباره معینه، و لكن لی به علم شاف، استفدته بالاعتبار و التجربه و السماع العریض من الصغیر و الكبیر، و لهذا سمع من امراه من الاعراب ترقص ابنا لها فتقول له: رزقك الله جدا یخدمك علیه ذوو العقول، و لارزقك عقلا تخدم به ذوی الجدود.


صفحه 181.